الأحد، 28 نوفمبر 2010

العبرة في زيارة المريض





كنت مع زملاء لي في العمل فعرض علي زيارة قريب لهم تعرض مع عائلته  لحادث مرور خطير عشية عيد الأضحى المبارك وهو متوجه لبلدته البعيدة عن مقر العمل .
   قلت لنفسي حينها كيف لي أن أقابل المريض و كيف أجد حالته مع أن الخبر هذا انتشر في ربوع بلدتنا بشكل رهيب بسبب المناسبة التي هي فرحة الناس بالعيد و نتيجة الحادث التي كانتثقيلة تمثلت في وفاة بنتين له وتعرضه لجروح خطيرة ( كسور على مستوى الأطراف ) كما تعرضت زوجته لضربات وجروح أفقدتها الوعي لفترة. لكن استجمعت قواي وتوجهت ابتغاء مرضاة الله عسى ذلك أن يخفف عنه من هول الفاجعة.
     ما إن دخلنا عليه وهو مستلقي على الفراش حتى انجذبت بطريقة ساحرة إلى ابتسامته العريضة وانفتاح قلبه وترحيبه لنا فجلسنا و بدأنا بالتحدث له عن الصبر وفضله حتى ذكر لنا الحديث المعروف (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )رواه مسلم
ثم أضاف لنا كلام جعلني أعتقد أنني مريض حينما نبه بصيرتنا لحقيقة غيّبنَاهَا كثيراً  حيث قال " أن الله تعالى أخذ منه القليل وترك له الكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى" . أحسست بعدها بالنعم التي وهبها الله لنا ونحن غافلون عنها ولا نشعر بما تبقى لنا إلا بعد فقدنا للقليل منها وهذا من تمام غفلة الإنسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق